التوبة تعني ترك المعاصي التي كان الإنسان مداوماً على ارتكابها، حيث إن هذه المعاصي تعمل على بعد الإنسان عن خالقه عز وجل كما وتعمل المعاصي على تدمير حياة الإنسان خصوصاً إن كانت هذه المعاصي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحياة الاجتماعية، ومن هنا فغن التوبة مطلوبة من جميع الناس فليس هناك من هو بمعصوم عن المعاصي. وخطوات التوبة تكون أولاً بالندم على المعصية كما وتكون بمعاهدة الله – عز وجل - بعد العودة إليها مرة أخرى وبكثرة الاستغفار والدعاء والعبادة. والله تعالى فريب مجيب الدعاء لذا فيجب على الإنسان أن يسعى دائماً إلى ان التوبة من كل ما أخطا فيه وما وقع به من معاص وآثام.
الثبات على التوبة امر هام، إذ أنها السبيل إلى الحفاظ على هذه التوبة وعدم إفسادها بالوقوع في المعاصي مرة أخرى، ومن ضمن الأمور التي يستطيع الإنسان بها الوصول إلى التوبة أن يعمل جاهداً على البعد عن مصادر المعاصي المختلفة، حيث ان هذه المصادر هي التي توقع الإنسان في المعصية وترغبه فيها وبفعلها، وإذا كانت المعصية من رفاق السوء، فينبغي التخلص منهم والبعد عنهم حتى يهنأ الإنسان في حياته، فأصحاب السوء مصدر خطر كبير على الإنسان، كما ويتوجب على الإنسان ان يكثر من فعل الخيرات والمستحبات من الأمور ومساعدة الناس والأخلاقيات بشتى صنوفها وأنواعها، حيث إن هذه الأمور هي التي تساعد على تثبيت التوبة بشكل كبير.
مقاومة شهوات النفس ورغباتها أيضاً مما يساعد على تثبيت التوبة، وكلما ههم الإنسان بفعل المعصية يتوجب عليه أن يتذكر رقابة الله عليه، كما يجدر به أن يبعد نفسه عن هذه المعصية بأية طريقة ممكنة عن طريق الابتعاد عن موطنها ومكانها والهاء النفس بأي شئ آخر. وإذا كان الاختلاء بالنفس يزيد من سهولة المعصية، يتوجب عليه أن يقلل من اختلائه بنفسه قدر الإمكان حتى لا يعاود السقوط في هذه الحفرة مرة أخرى، ومن هنا فطريق التوبة ليس سهلاً بل يحتاج إلى تعب ومثابرة حتى يصل الإنسان إلى غايته ومبتغاه ويبعد كل أسباب المعصية عنه. لهذا يتوجب على الإنسان أخيراً أن يطلب التثبيت على الطاعات والبعد عن المعاصي والثبات على التوبة من الله تعالى، لأنه هو الوحيد الذي يوفق الإنسان لكل ما خير وهو وحده الذي يملك إبعاده عن كل منا هو شر له وعن كل ما يسبب له الأذى سواء من قريب او من بعيد.
المقالات المتعلقة بكيف أثبت على التوبة